وداع الشهر المبارك و استقبال العيد

0 2

بقلم /عبدالرزاق الكوي

وداع الشهر المبارك و استقبال العيد

أيام قليلة و ينقضي هذا الشهر المبارك سريعا، من عرف قدره و عاش أيامه و لياليه تحت ظل ألطافه و رحمته، سوف شعر بالحزن لفراقه و الحسرة على و داعه، كان الامام زين العابدين عليه السلام ينتحب و يشتكي من فراق هذا الشهر الكريم و كذلك سائر الائمة عليهم السلام و من سار على خطاهم، عرفوا مكانته و تيقنوا بفضله لعلمهم انهم في شهر الله تعالى و في ضيافته و تحت ظل رحمته و طيب كرمه.
السعيد من حظى ببركات أعماله و تزود من خيراته و نال جزيل أجره و ثوابه، و من لم يحالفه الحظ و الظروف و الغفلة فليبادر باتخاذ القرار فلا زالت بركات هذا الشهر مستمرة و رحمة الله تعالى واسعة و عطاياه وافرة و حسناته تنتظر الغافلين و المقصرين بتعويض ما فاتهم من إهمال، عملا بسيط تتفتح له أبواب السماء رحمة و مغفرة و نور في القلب يطهر بما علق به من تقصير، ساعات قليلة من الاهتمام حصادها الكثير، فاللهو و النوم و تضييع الوقت و غيرها يجلب الحسرات و الخسارة في ظل ما يشاهد من الفائزين الغانمين بخيرات و بركات هذه الشهر العظيم خيراته الكثير رحماته.


فراق من نحب صعبا عسير سواء من الاولاد او الأهل و الأصدقاء، و فراق هذا الشهر من اصعب الأمور على قلب من عاش ايامه بالعمل الصالح ، خلق جو إيماني قوي و واقع من الألفه و المحبة و التآخي، فالاستدراك واجب و التهيؤ لما تبقى من بركات هذا الشهر مستمرة كلا حسب سعيه و اجتهاده و مثابرته، هذه ليالي القدر نعيش أيامها وهي خير من الف شهر، قيامها و الاهتمام بهذه الليلة عظيمة الشأن تستوجب التهيئة للحصول على جزيل الأجر و الثواب، و استشهاد أمير المؤمنين عليه السلام من أعظم الايام حزنا و الما و التقرب لله تعالى بالمشاركة الصادقة في اعظم من انجبت البشرية بعد الرسول صلى الله عليه وآله، كذلك ما تبقى من مجالس تلاوة القران الكريم و مجالس الذكر مستمرة جزى الله القائمين على هذه المجالس خير الجزاء لهم عظيم الاجلال و التقدير حيث كرّسوا أوقاتهم لهذا العمل الطيب ذا المردود العظيم، و كذلك من عطر المجالس بالتلاوة المباركة.
مع انقضاء الشهر الكريم نسأل الله القبول و المغفرة يستعد المسلمون في انحاء العالم بعد ايام قليلة للاحتفاء بالعيد المبارك بما له من بعد ديني و شعيره من الشعائر التي حث الإسلام على أداءه و ارتباطه الوثيق بالشهر الفضيل، يعتبر العيد يوم توزيع الجوائز للفائزين ممن اكمل ايامه و لياليه على اكمل وجه و أعطاه حقه بما يستحق كشهر الله تعالى، و الشكر على نعمة القبول، يجب الاهتمام بهذا اليوم المبارك كشعيرة و عبادية ليس للنوم او مجرد من معانيه بحس بليد و شعور بارد بل تتويج من أعظم من اي حفل يتوج به المؤمن، ليكون يوم فرح و سرور تتكامل فيه الأهداف ليعم الخير جميع افراد المجتمع من التواصل و التآخي و خاصة صلة الأرحام، و نظرة رحيمه تواكب خيرات و بركات الشهر الفضيل و العيد المبارك من تجلياته و فيضه نظرة إلى الفقراء و المساكين و الأيتام و المحتاجين من الأقرباء و الجيران و ابناء المجتمع، ادخال السرور و الفرح وفك كربتهم ان ذلك من خير و افضل الأعمال في جميع أيام السنة و خاصة في هذه الايام المباركة لتسود القلوب الطيبة المحبة.
قال الله تعالى: (وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ).
العيد الحقيقي عيد تسوده المحبة و التآخي و النظر بعين الرحمة للفقراء، ليس العيد لمن لبس الثوب الغالي الثمن و العطر الفاخر و الزينة غالية التكاليف و الموائد المتعددة الأصناف و من حوله من لا يجد قوت يومه، بذلك لم تتحقق اهداف الشهر الفضيل
قال الامام علي عليه السلام في وصيته :
« آ يَا بَنِيَّ عَاشِرُوا النَّاسَ عِشْرَةً إِنْ غِبْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ وَ إِنْ فُقِدْتُمْ بَكَوْا عَلَيْكُمْ ».
نودع هذا الشهر الفضيل و نستقبل العيد المبارك بالشكر على اتمام نعمة الصيام و بالدعاء لكافة المسلمين في أنحاء الارض نودع هذا الشهر المبارك كان خير رفيق و مصلح بأيامه جليلة القدر و لياليه المباركة الشأن و ساعاته خير الساعات تطهرت فيه القلوب، الحزن على فراقه عظيم، الدعاء ان يعود على الجميع بخيراته و بركاته.

اترك تعليق